## ليفربول في مفترق طرق: هزيمة تشيلسي تكشف أزمة أعمق وتحديات "سلوت"

في مواجهة كروية شهدها عشاق كرة القدم الإنجليزية، لم تكن الهزيمة الأخيرة لليفربول أمام تشيلسي بهدفين لهدف مجرد نتيجة عابرة، بل كانت بمثابة ناقوس خطر يكشف عن أزمة حقيقية تتجاوز مجرد سوء حظ أو غيابات مؤقتة. ففي الوقت الذي بدا فيه "الريدز" يعتمدون على الفوضى والبراعة الفردية، قدم تشيلسي بقيادة مدربه إنزو ماريسكا نموذجاً للتوازن والتخطيط، ليخطف الفوز في اللحظات القاتلة بهدف الشاب إستيفاو، ويضع ليفربول أمام تساؤلات جدية حول تركيبته الحالية ومستقبله تحت قيادة المدرب الجديد آرني سلوت.

## ليفربول في مفترق طرق: هزيمة تشيلسي تكشف أزمة أعمق وتحديات "سلوت"

### سيناريو مكرر وأزمة تتفاقم

لم تكن هذه الهزيمة الأولى التي يتلقاها ليفربول بهدف متأخر بنتيجة (1-2) خلال أسبوع واحد، لتصبح الثالثة على التوالي في سلسلة من النتائج المحبطة. هذه السلسلة تعكس حالة من عدم الاستقرار وغياب التوازن داخل الفريق. ففي الوقت الذي احتفل فيه ماريسكا بهدف الفوز بجنون، معبراً عن خروج تشيلسي من أزمته، بدا ليفربول غارقاً في أزمة كلاسيكية بالدوري الإنجليزي الممتاز. احتفال ماريسكا، الذي كلفه بطاقة حمراء، جسد مدى أهمية هذا الفوز لفريقه الذي بدأ يجد هويته، ليس فقط في النتائج، بل في كيفية تحقيقها.

### تبديلات ماريسكا دروس في التكتيك

في الدقائق الثلاثينالأخيرة من المباراة، وبينما كان ليفربول يحاول استعادة زمام المبادرة بعد هدف التعادل الذي سجله كودي غاكبو، أظهر إنزو ماريسكا براعة تكتيكية لافتة. فمعاناته من غياب ثمانية لاعبين أساسيين لم تمنعه من إجراء تبديلات حاسمة قلبت موازين اللقاء.

دخول روميو لافيا أعاد التوازن لخط الوسط، وساهم في استعادة تشيلسي لزمام المبادرة الهجومية
بينما أضفى جوريل هاتو ثباتاً على الخط الخلفي. هذه التغييرات، التي بدت مدروسة وفعالة، مهدت
الطريق لإستيفاو الذي كان مستعداً تماماً لاستغلال الفرصة التي أتيحت له في الدقيقة 75.

### تألق إستيفاو يكشف هشاشة ليفربول

الشاب البرازيلي إستيفاو، بفضل تفوقه الفردي وطاقته الهائلة، نجح في أكثر من مناسبة في افتكاك الكرة من لاعبي ليفربول الذين بدوا متهاونين في الاستحواذ، وهي سمة بارزة طغت على أداء "الريدز" في المباراة.

على النقيض، بدت تغييرات سلوت وكأنها تنازل عن المباراة، حيث أنهى ليفربول اللقاء بوجود لاعبي
وسط في خط الدفاع الرباعي، وهو تكتيك لا يمكن أن ينجح في مباراة بهذا المستوى من التكافؤ
والحدة.

### ليفربول تركيبية تفتقر للمنطق والتوازن

بعيداً عن الغيابات أو سير المباراة، تكمن المشكلة الأكبر في التركيبة الحالية لليفربول. فالفريق لا يبدو منطقياً بنفس الطريقة المعتادة التي عرفناها عنه. مع وفرة المواهب الهجومية وتكلفة التعاقدات الجديدة، يصعب تحديد أفضل تشكيل واضح للفريق. فلوريان فيرتز، الذي بدأ على دكة البدلاء، لم يتكيف بدنياً بعد مع متطلبات مركز خط الوسط المتقدم في الدوري الإنجليزي.

أما محمد صلاح، فيبدو أنه يفتقد لخدمات ترينت ألكسندر أرنولد، ولم ينسجم تماماً مع خط الهجوم
المتغير من حوله. هذا الخلل يظهر بوضوح في اختلال توازن الفريق وسهولة اختراق الفرق المنافسة
لعمقه الدفاعي.

### سهولة الاختراق الدفاعي ثغرة واضحة

تجلى هذا الخلل بوضوح في الهدف الافتتاحي الذي سجله مويسيس كايسيدو. فبقدر روعة التسديدة وقوتها، تكشف سهولة وصول كايسيدو إلى منطقة التسديد عن ثغرات واضحة في دفاع ليفربول. فقد تمكن من تجاوز أليكسيس ماك أليستر بسهولة، وأخذ لمسة إضافية قبل أن يسدد، وهو أمر لم يكن يجب أن يسمح به ليفربول.

### سلوت يبرر، لكن الأزمة تتزايد

بالتأكيد، هناك تحفظات يمكن الإشارة إليها. سيعود إسحاق لياقته، وسيتأقلم فيرتز مع الوقت، وسيتحسن أداء ليفربول مع تطبيق خطة سلوت الجديدة. ولا يجب أن نغفل أن الفريق ما زال يتعامل مع حزن وفاة ديوغو جوتا، وهم لا يبتعدون سوى بنقطة واحدة عن الصدارة.

لكن هذه الحقائق تأتي بعد أن كانوا متقدمين بخمس نقاط منذ أسابيع قليلة، وبعد الكثير من الإشارات
التحذيرية. فالهزائم المتأخرة، بينما تعكس روح الفريق أحياناً، تكشف في الوقت ذاته عن ثغراته.
وليفربول يعاني الآن من هذا الجانب، حيث بدأ يستقبل هذه اللحظات القاتلة.

### التمريرات الخاطئة مؤشر على المعضلة

يمكن ملاحظة هذا الخلل في عدد التمريرات الخاطئة والبسيطة التي ارتكبها أكثر من نصف لاعبي الفريق. فقد كانت الكرات تخرج بعيداً عن الوجهة المقصودة أو مباشرة إلى خارج الملعب. ومن المفارقات، أن إحدى هذه اللمسات العشوائية أسهمت في صناعة هدف التعادل لليفربول، حين حاول إيساك السيطرة على الكرة ودفعها باتجاه المرمى ليستغلها غاكبو.

الأهم من ذلك، أن الهدف جاء بعشوائية واضحة، ما يعكس أن ليفربول كفريق يبحث عن الروابط
والانسجام، لا كفريق يمتلكها مسبقاً. هذه التناقضات تظهر أيضاً في لحظات فردية مبدعة مثل تمريرة
محمد صلاح الرائعة لإيساك التي قوبلت بمحاولات تسجيل سيئة، أو لمسة فيرتز الساحرة التي مهدت
الطريق لصلاح، قبل أن يختفي تأثيره في ما تبقى من المباراة.

### سلوت يفتقر للوقت، وماريسكا يتفوق

في الوقت الحالي، وبدلاً من التكامل الجماعي، يعتمد الفريق على الفطرة الفردية. وقد أشار سلوت إلى أن جدول دوري الأبطال لم يمنحه الوقت الكافي للتدريب، مؤكداً أن التعادل كان ليكون نتيجة أكثر عدالة.

ربما كان لماريسكا رأي آخر، فقد أظهر وضوحاً في الرؤية والقدرة على إدارة المباراة بذكاء، على
الرغم من أن تشيلسي نفسه يوصف بأنه فريق بني بـ "عشوائية" في التعاقدات. لكن في اللحظات
الحاسمة، كان ماريسكا هو من يملك فكرة أوضح عما يجب فعله.

### فوز تشيلسي فوضوي ولكنه منطقي

من المؤكد تقريباً أن مدرباً بمستوى سلوت سيصلح هذا الوضع، لكن الخطر المفاجئ يكمن في أن أرسنال، بعد كل الشكوك التي أحاطت به، قد يشرع في سلسلة انتصارات مشابهة لما فعله ليفربول في الموسم الماضي. وقد يجد سلوت نفسه الآن على الطرف الآخر من تلك المعادلة. فاللحظات الحاسمة لا تسير في مصلحته، والأمور لا تسير كما ينبغي. وبالتالي

فى الختام

كان فوز تشيلسي المتأخر فوضوياً في طريقة استقبال ليفربول للهدف، لكنه كان منطقياً تماماً في سياق الأداء العام وتكتيكات المدربين. ليفربول في حاجة ماسة لإعادة تقييم شامل لتركيبته وفلسفته التكتيكية قبل أن تتفاقم الأزمة وتتلاشى آماله في المنافسة.